السبت، 20 يوليو 2019

رسائل مفقودة : فضفضة ممنوعة من النشر

كعادتي اليومية اثناء تصفحي الانترنت و منها بريدي الإلكتروني.. لاجد تلك الرسالة التي تطلب مني صاحبتها عرضها بدون اسم و قد كان محتواها


"من : مجهولة



إلى :من اخصه دون العالم بكلماتي..


اليوم و قد ضاقت بي السبل فجئت إليك... اليوم و قد تركت عقلي يصارع الهوى ... اليوم أردت فقط ان اخبرك.....

كثيرا ما آثرت ان ابقي بعيدة عنك حتي لا اعتادك.... الا اني وجدت عدو جديد ينتظرني في غربتي...

لقد استحلت مني عدوً... اصبح دوما يهددني.. يشغل بالي دوما التفكير... كاد ان يقتلني يومها.. فما ان اتركك ساعات حتي اجد نفسي افكر فيك.. و افكر في المصير...



"هل حقا انت متأكدة؟ هل حقا يحبك؟ كيف و اذا كان يحبك كان ليترك الجميع ليفضلك و لكنك مجرد اختيار من متعدد.." تتعالى بداخلي تلك الاصوات و تكبر حتي كادت تحرق قلب تلك المدلله... لا اجد نفسي سوي مبتكرة اعذار لترد هي "الي متي؟ انتي تعلمين الحقيقة.. احبك قد حجب عن عقلك التفكير ام انك فقدتيه؟ ستظلين بجانبه لانك تريدين هذا ليس لانه يحتاجك.. ستبقين تحادثيه لأنك انتِ التي تريدي ليس هو! يا مسكينة.. فهو لم ينبذ بحرف واحد يجعلك تثقي انه سيبقي... لما انتي باقية؟"

اوقات كثيرة يا عزيزي اود فيها الموت فانا لست بطبعي من تتحمل تلك الهراءات... انا ضعت.. لما استطع ان اجعل مني شيئا ليجعلك تراه.. لماذا انت؟ لماذا؟.. كم اني اعتدت أن اكون امرأة قوية لا تخشي شيء الا اني اصبحت أخشى فقدانك.. اخشي اي شيء يتعلق بك.. تعاملني و كأنني انا من تجبرك دوما على كل شيء.. قد تظنني لا الحظ الا ان كل كلمة تبقي بداخلي ايام حتي فاضت بي سيول من الشهور افكر و افكر... اجد دموعي التي نسيت اني امتلكها تنساب و تفيض..

 جعلتني عدوة نفسي.. جعلتني اكرهها.. كم ضعيفة هي.. اود لو اقتلها.. لثقتها بك و انت لا تفعل شيء الا تسلية أوقاتك الثمينة..

طالما كنت دوما ساذجة... اربطت علي قلبي احجارا خشية من ان يتسلل حزنه و خوفه الدائم... كمن يبحر ليلا و هو اعشي هكذا اتعلق باي قشة لعل وعسى ان تأخذني الي الفرحة.. لا يهمني كيف بقدر ما يهمني الكم.. اريد ان اتجرع السعادة حتي تنفجر رئتي من شدة الفرح

إلا ان الحياة دوما ما تعاندنا.. و كأن الثأر الذي بيننا لن ينتهي ابدا.. الدهر يمر و عداوتنا لازلت تكبر..
في الكثير من الأحيان اشفق علي نفسي و علي قلة حظي في الحياة.. فلما لم يُقسَم لي في هذه الحياة السعادة؟


حقا ما اقبح قلبي الذي يختلق الأعذار حتي يوهمني بالسعادة.. ما اقبحه حين يصور لي اني فقط اسيئ الظن بهم و كأني انا من كُتب علي جبينها الشقاء في البحث وراء اعذار حتى اثبت لعقلي اني علي حق...



كثيرا ما وضعنا سعادتنا في ايدِ الاخرين.. كثيرا ما راهنا انفسنا علي الآخرين.. و كانت تأتي النتيجة في كل مرة بالخذلان، و قلة الحيلة.. لا أصدق ان بيدنا ان نختار فنحن صدف في حياة بعضنا البعض و انا اعلم حظي في الصدف!!!



و بعد كل هذا من السقوط في وديان الظلمات.. اصبحت اكتب لانسي... النسيان يا عزيزي.. لابد ان اكلل هذا الحب العظيم بالنسيان... كان الامر حقا صعب.. اصبحت لا اتذكر سوي القسوة .. لا اتذكر سوي قلبي الذي اخذ الشوق يعصره و يقلبه يمينا و يسارا و هو مستسلم لتطلعات القدر أملًا.. ان يكون كل هذا مجرد كابوس...

اما عنك طبيبي العزيز اشكرك لاستماعي .. اشكرك لانك ساعدتني ان اتخلص من هذا المرض اللعين و هو الحب.
طاب يومك"

الجمعة، 25 أغسطس 2017

القدر لا يحبنا!!





تُلهينا دوامة الحياة عن الكثير من الامور وبالتدريج تسلب حياتنا ,حتي اصبحت ايامنا متكررة دومًا نشتهي لتلك اللحظات التي قد تغير مجري اليوم..
اما عني , لقد أصبحت أشبه الايام كثيرا استيقظ مبكرا للعمل حتي أصل لأجد ما أجده كل يوم حتي ينتهي يومي فأعود الي المنزل لأخلد الي النوم الذي تركته في الصباح وحيدًا .. فانا حقًا أحبه ,إلا إني لازلت اشعر بالملل لذلك قررت أن أضيف القليل من الأثارة علي يومي و هو فعل اكثر شيء اكرهه في حياتي و هو .. المشي ..
قررت انا المدعوة فريدة احمد ,البالغة من العمر .. حسنًا لا يُهم هذا الامر .. ان اعود الي منزلي كل يوم سيرًا علي الاقدام ,لنري ما مدي صحة قراراتي الخاطئة.
اليوم الاول اعود لبيتي لاري قدمي التي قد تورمت من المشي بالرغم من قرب المسافة بين بيتي و العمل تقريبا صغيرة إلا إني لم أعتَد المشي حتي و لو ل100 متر!!!! 

يمر يومان .. اسبوع .. شهر.. شهران .. حتي اعتدت اخيرًا و لكن منذ قرابة شهر تكرر امام عيني مشهد شبه يومي لفتاة في منتصف عقدها الثاني تقريبا اراها كل يوم تجلس في نفس المكان .. علي محطة انتظار لاتوبيس هيئة النقل العام.
في بداية الامر لم اكترث لامرها لان من المقنع جدا ان تكون شحاذة و أتت حديثا لمنطقتنا و لكن الغير منطقي انها اذا كانت حقا هكذا لتحدثت علي الاقل .. اما عن تلك الفتاة فهي صامتة فقد راقبتها مرة ففضولي لا يتركني اقف هكذا -كاي ست مصرية اصيلة- وجدت ان المارة منهم من عرض عليها المال ظنا منه انها شحاذة الا انها لم تأخذ .. تتعرض لمضايقات من بعض الشباب فتتحرك بعيدًا فيخيب ظني عنها هذه المرة ايضًا بعد اعتقادي انها عاهرة!!!..
لا يمكن لي ان اقف هكذا ففضولي سوف يقتلني .. سوف اذهب لاري ما بها غدا و انا عائدة من عملي اما اليوم لنخلد الي النوم ...

تُعاد كَرة كل يوم .. و لكن اليوم مختلف كثيرًا فانا اشعر بشغف المحقق كونان عند بدأ التحقيق .. لا اعلم لماذا حقًا!!!
باقي خمس دقائق و ينتهي العمل .. مرَوا ببطئ صحيح و لكنهم قد مرّوا .. اما الآن فقد حان الوقت لكسر فضولي ..
ذهبت اليوم ايضا لاجدها تجلس في نفس المكان و علي نفس الحال كإنها ظلت علي حالتها ووضعها هذا لشهر ,جلست بجانبها و لكن لم أعلم ماذا افعل فقط بحثت عن هاتفي لكي اتفحص مواقع التواصل الاجتماعي .. مرت ساعة و هي علي نفس الحالة لم تحرك حتي رأسها .. في الحقيقة لقد ملّلت و لكن سوف اعود غدًا :فالامر ليس ارضاء لفضولي الآن بل إيماني الشديد بان تلك الفتاة حقًا تحمل في طياتها الكثير.

اعود من جديد لأجلس بجانبها ..مرت ساعة وأنا جالسة وفجأة ولأول مرة تنظر لي قائلة :"القدر .. القدر لا يحبنا." ,ثم خيم الصمت مرة اخري , يستحيل ان تكون شحاذة او عاهرة كما ظننت في البداية , تنظر لي ثانية قائلة :" أتعلمين يااا!! لا يهم" .. قاطعتها قائلة :" فريدة" .. اكملت "جميل هذا الاسم .. كنت اتمني ان اسميه لابنتي .. و لكن لن يُكتَب لها المجيء الي هذه الدنيا " تنهدت قليلا ثم اكملت "حقا الاقدار تلعب بنا .. أتعلمين عندما ترسمي خطط لحياتك القادمة و في لحظة يأتي شخصا ما يرمي بالمياه لتذيب كل ما خططتيه و يهدم كل شيء في المقابل انتي تقومي بالرسم مرة اخري ؟ نحت في الصخر؟ نوعا ما ؟ لا حتي النحت في الصخر اسهل و الله من الذي فعله معي.." و كإنها تنتظرني أن اسألها ماذا حدث لكي او اخبريني بما يوجد بداخلك يبدو الضيق من نبرات صوتها التي تتردد و يتردد معها الآسي علي حالها ما كان لسان حالي إلا إني اسألها "ماذا حدث لكي و من هو و ماذا فعل؟".

قبل أن أنتهي من الاجابة كانت قد شرعت هي في الجواب "منذ ستة اعوام .. التقينا صدفة .. انا و هو" ثم اخذت نفس عميق وكأن رئتيها يرقصان للذكري الاعظم في حياتها ثم اكملت "و كانت المرة الاولي التي تجعلني اصدق الصدف .. المهم يعني حبينا بعض لا لم يكن حبا عاديًا .. ولكنه مثل الاحلام لو استطعت ان أضفي الالوان الزاهية التي زينت قلبي حينذاك لطليت العالم بالوان السعادة حتي قلبي كلما اتذكر اسمع دقاته بأُذني كالعصافير التي ترحب بقدوم الربيع .. رحب قلبي بالحب بعد ان عاش ظلمات كثيرة .. سنوات جعلتني اعتقد ان لا مفر منه و انه قدري فهو كان دائم ترديد هذه الكلمة التي احببت دوما سماعها منه و هي انتي قدري".

تقريبا بدأت استجمع شتات الامور فهاذا الشاب اما ان تركها اوان لم ينجح زواجهما فالعديد من صديقاتي هكذا .. ولكن لما انا سريعة الحكم فانتظر حتي اعرف منها الحكاية و لكن الوقت فوجئت حولي بانه حان غروب الشمس و توقفت ايضا عند سماع آذان المغرب..
"اكملي حديثك فقد انتهي الآذان" .. "اعلم اني ازعجك بحديثي و لكن ليس لدي سواه ..-ااهههه- اتعلمين لو أتي لي احد يحلف و يقسم انه سيأتي يوم يتمزق فيه شملنا كما حدث الان لم اكن لاصدق .. و لكن محمد بعد أنهي حياته الجامعية تحول كثيرًا و كأن العمل قد سلب منه انسانيته .. ام انا التي استنفذت قواه و قواي معه!! لم اعلم ماذا حدث حينها و لكن النتيجة كانت واضحة و حتميه"

"أيعقل؟ من يذكرني دومًا باني قدره يأتي يومًا ما ليعلن لي ان لا خيار لنا في مصائرنا ؟؟؟؟؟!!" ثم بدت الدموع في عينيها كاللؤلؤ المنثور تريد ان تجري علي خديها الا انها تمسك بها بحزم و لكن لم تكن هذه المشكلة .. المشكلة اكبر بكثير ....

لم اعلم ما حدث بي إلا اني شعرت و كأن الدنيا اخذت تلعب بمفاتيح الذكريات لتعيد الي ذاكرتي ما حدث منذ عشرة سنوات كلا لم يكن يشبه بالتفصيل الا اني احسست ان قلبي يتحدث بلسانها فكل ما تشعر به يجتاح قلبي و كأني حقًا وقعت بلعبة القدر تلك بمقابلتي لندي..

بدت علي ندي علامات من الاستغراب عندما شردت قليلًا و لكني سرعان ما عُدت إليها .. فأستكملت حديثها الذي وقع علي قلبي كوقع الاخبار السيئة في اليوم الذي يثبت صاحبه انه يوم حظه فعلا!!
"لازال بداخلي شتات صغيرة تبحث عنه .. في الشوارع عندما تري مكتوبًا علي حوائطها "احبيني بعيدًا عن بلاد القهر و الكبت بعيدًا عن مدينتنا التي شبعت من الموت.." ... افتش عنه في أعين المارين .. في وجوههم .. لعلمك يا فريدة انا اكذب دوما علي الجميع كل يوم ادعي بأن لا اراه مرة اخري و قلبي يلهث علي صدفة تجمعني به .. ادعي و قلبي يطلب من الله ان يرد دعوته .. احببته كما احببت الصدف .. فبالنهاية اصبحت هي القادرة علي رد الميت .. صدفة جعلتني ابحث عنه حتي بنظري الي السماء.. كلفني ذلك الامر ليالِ طوال .. كل يوم اعقد النية ان لا أفكر به و بعدها اري نفسي لا افعل شيء سوي الانشغال به."

لم اجد داخلي الا اني اكرر نفس كلامها و انظر الي السماء لترتسم ضحكته امامي .. الا انها ايقظتني تلك المرة علي جملة جديدة من اغاني كاظم الساهر .. يبدو ان ندي تحبه جدًا "لازلت انتظره مرة اخري و وعده لي .. "فكوني انتي لي قدري!" لما اتأكد؟.. و بداخلي ما يؤكد تلك العقيدة .. عقيدة الماضي الذي يعبث بحاضري دوما"
ثم ابتسمت " قلبي يدفنه و كلما يقولون ان الحياة تُنسِي اتذكره .. اتوه دوما و سأظل ارسل كلامتي له مع النجوم .. فانا افتقده حقا.."

ثم التزمت مرة اخري الصمت كما كانت في بداية اليوم .. و لكن لم الحظ هذه المرة صمتها فانا يتكرر في رأسي اني افتقده حقا مرت عشر سنوات ولازلت كل كلمة قالتها ندي ايقظت بداخلي طفل صغير يصرخ بشده بعد نومة هادئة .. لم اكن اعلم انه لم يكبر بعد ..
نظرت حولي لاجد ... ندي؟ .. هل حقا تأخرت لدرجة انها تتركني حتي دون الوداع؟ الساعة العاشرة مساءًا .. لقد تأخرت علي اطعام كلبتي التي بالتأكيد تقلق لغيابي فلا يعيش معي في منزلي سواها.

وصلت منزلي و كل ما يشغل رأسي حديث تلك الغريبة الذي افترس ذاكرتي و ذكرني بمراد .. الذي احبتته إلا انه اثبت انه ’بياع كلام’ .. باعه لي و صدقته حتي عندما أتت لي فتاة و لسوء حظي تدعي فريدة ايضًا تخبرني بحقيقة مراد و انه يفعل ذلك مع الجميع .. حسنا لم اكذب كلامها لاني كنت لازلت لا اثق به تلك الثقة العمياء .. و صحّ كلامها .. و تأكدت بنفسي و بعد ان كان مراد حبي الاول و الاخير .. يغدو اليوم مثل حي لكرهي للرجال .. لم اعلم عنه شيء منذ هربي من المنصورة الي القاهرة و كأنه صفحة مُحِيت من حياتي..

في الصباح التالي استيقظ لأطعم ليزا -كلبتي- و اذهب الي عملي .. ينتهي العمل و ككل يوم اعود و كلي حديث متناثر بداخلي لاحكيه لندي التي لم اعرفها سوي ساعات .. فكم منا لا يريد شيء إلا أن يحكي كل ما بداخله لاحد لا يعرف عنه شيء ولا يريد أن يعرف .. يريد فقط الاستماع. 

"ندي ؟ اين ذهبتي ؟؟ فاليوم دوري!!" ... لم اجدها .. ساقتني قدماي إلى مكان اعرفه جيدًا .. الي طبيبي النفسي.. د/سامي محمود .. كلا لم أؤمن يومًا ان الطبيب النفسي للمجاذيب .. فهو فقط صديق يسمع لي.
لم أجتز باب الحجرة التي يوجد بها دكتور سامي إلا و فاجئني قائلا :" فريدة .. عاش من شافك .. هاا أحكي لي .. هل قابلتي ندي مرة اخري؟ ماذا حَكت لكي هذه المرة جعلكِ بتلك الحالة ؟.. منذ متي و انتِ توقفتي عن أخذ الدواء؟ ألم نتفق أنه إذا أخذتي الدواء لن تأتِ إليكِ ندي مرة أخري؟" ...




                                                                         "تمت"

شكر خاص لمنة مصطفي علي الغلاف

الخميس، 29 يونيو 2017

أسئلة طريفة!!

طالما اردت ان اتأكد .. هل له يد في ذلك؟ ما هو مدي تحكمه في قلوبنا؟ هل اتي بذكرياته التي حُفِرَت فيه حتي يسعدنا بالذكري ام ليتعسنا لمجرد التفكير بها ؟ هل هو .. الزمن وحده من يمتلك مفاتيح عقولنا بالتأثير عليها بالسلب او بالايجاب؟
التوقيت لديه الكثير عنا فالماضي دائما و ابدا بارع في سد فجوات الحاضر و تفسير لمعادلات قد تبني المستقبل .. و الحاضر عنصر هام فهو لحظتنا التي نوجد بها و لكن تظل علامات الاستغراب و الحيرة تشير للمستقبل .. فتدابيرنا قد تصيب و قد تخيب و قلّما قد تصيب .. علم الغيب يحمل لنا الكثير حقاً..
و لكن هل فكرت مرة ان كان بيدك و تابع لمحض ارادتك ان تعلم مستقبلك ... هل كنت ستعلمه ؟ ام تظل واقفاً غير ساعٍ لتحديد لما هو قادم؟
بالطبع لا يمكن صد القدر و النصيب .. و لكن الله لما يجعلنا مكتوفين الأيدي و سألنا ان ندعي له فذلك لعله يَرُدّه قليلًا..

و لكن كل ما يدور الآن برأسي و هو إذا كنت تستطيع أن تعرف القادم و لكن لن تهرب من قدرك هل كنت ستبتعد في حاضرك عمّا يؤذي قلبك و يكسره و تظل تبكي فوق اللبن المسكوب إن كنت أستكملت الطريق .. هل لا توقفت عن حب احدهم رغما عنك حتي تنقذ ما تبقي منك ؟ و تمحي ذكريات كانت علي وشك ان تولد و لكنها كذب؟
عن هؤلاء الذين يوهمونك أنهم سند لك و في اول سقوط لك.. تقف لتجد نفسك وحيدا و كل هذا كان كذب ؟
هل كنت لتوقف كذب الاخرين و طعنهم لك ؟

"لو كنت اعلم خاتمتي ما كنت بدأت" ..إلا أنها ستظل مجهولة .. ستظل محور حياتنا هي خاتمتنا التي لا نعلم عنها سوي وجودها الذي نعتقد فيه عقيدة لا تهتز .. الزمان سر من اسرار الكون التي علي مدار ملايين السنين لم تُعرَف حتي الآن تجنبنا لأشياء او أشخاص سوف يبقي بعد أن نقع لا قبل ذلك..... 

السبت، 22 أبريل 2017

"كقشرة البندقة"

كيوم عابر في شهر حزين لسنة غيرت ما بها ; وجدتها تقول الكثير لترسل لي الحياة بشتي معانيها في كلمات قليلة , لتشكُ ايامها البالية كقشرة البندقة الفانية , قائلة : "هوسي بالحياة جعلني اري كل ما فيها جميل .. اجمل مما يظن الجميع , لم اكن اراها بعيوني بقدر عيونها التي كانت تسكنني , تلك الطفلة التي اعتادت علي ربيع ايامها لم تتخيل يوما ان يأتي ميعاد شيبها ... لا شبابها.

ففي يوم بعد ليالٍ تعيسة استيقظت لتري صدمتها في المرآة , صدمة ان تلك الطفلة قد تجعدت مشاعرها و فاض بها الحزن حتي غطي ملامح ضحكتها التي كانت تهتز القلوب لسحرها!! ايعقل ان يفعل هوس الحياة بي هكذا ؟ ينقلني من الشاطئ لوسط البحار؟ لم اعد اعلم.

طالما كانت بريئة , من يراها لا يري سوي ينابيع امل تنبعث من ضحكاتها , لا تعتقد في الناس سوي الخير حتي انقلب كل هذا و تبدل الحال لاقصي اليسار , كرهت كل ما احبته يوما ... و احبت كل ما كرهته .. لم تعد تفكر الا في الانتقام فاصبحت مؤمنة -ايماناً- بفكرة الثأر حتي تريح قلبها , لم تتخيل يوما ان بعد الايمان قد يولد الكفر بكل المبادئ التي كادت من شدة عدم تخليها عنها ان تحارب لاجلها بروحها!!

ابتلع الشيب عقلها الساذج , مخلفا امرأة عجوز مرصعة بخبرات الحياة , صارت علي يقين بان كل ما تسمعه ليس الحقيقة و ان بداخل من حولها سراديب مغلقة علي ما بداخلها حتي تغادر ليحين وقت فتحها , فضلت الوحدة فاصبحت جليسها و املها الوحيد في التخلص من هؤلاء البشر.

اغمضت عينيها و اذنيها لتكتفي بكل الهراء الذي ازعجها في الماضي و كانت تبرر لكلٍ منهم قائلة "قد يكون يومه ليس علي ما يرام" "لا لا لم تقصد هذا فهي تحبني كثيرا , انا اعلم" حتي توقفت عن كل هذه المهاترات و قررت الرحيل حتي و ان كان صعباً فالتحمل احيانا يخلق بداخلنا دافع للاستكمال , حتي و ان كان استكمال في القسوة!!

فاضت و غطت احزانها فحتي بعد ان اختارت الوحدة بدت اطماعها اكثر , فراحة بالها كانت هدفها القادم مهتدية في طريقها لاعادة سلامها النفسي الذي تشتت في وسط كل تلك الحروب التي خاضتها.

كل ما في الامر انها لم تأمل يوماً ان تري بساتين فكرها يغطيها رماد الشك و لكنها رأته و تسلح قلبها ضد كل ما اعتاد عليه بعد ان كان لا يضمر لاحد شراً. فكم منا اقتلعه الدهر و حوله الي تلك العجوز التي كانت تخاف منها الطفلة يوما من الايام ؟ كم منا صار لا يعرف حقيقته ولا من هو!! "



الجمعة، 17 فبراير 2017

رسائل مفقودة

رسالة من مجهول الي مفقود :

"لم أعد أعلم هل أنا من فعلت ذلك بقلبي ام أن تجاهلك له كان الجاني , آحببتك الي تلك الدرجة التي أودت بي لكرهك؟ , فقدت زمام عقلي في الاشتياق إليك و أنت لا تبالي , لا أدري إن كنت تعلم أني لم انتظر تلك الكلمة التي تتمناها اي إمراة مثل ما تمنيت سؤالك عن احوالي , كيف تسير حياتي في وجودك لم أعد ابالي باي شيء في الانتظار إلا أن حبك لم يدركني , فما أدركت منك سوي معاني عديدة أخري أولها أن لا أحب و أخرها هي أن لا أنتظر , و لكن ما لا ليس لدي تفسير إليه هو لماذا اقتربت فغدونا سويا و لماذا هجرت فصرت وحدي؟

اتعلم كيف اصبحت ؟  يا عزيزي في ملكوت العشق نحن مجرد انصاف ارواح , تفني عمرك باكمله تبحث عن نصفك الاخر حتي تكتمل روح جديدة الملكوت , روح تنضح بالحب و السعادة , فتلك نصف الروح التي كادت ان تفقد الاحساس الامان وجدته حين التقت بالنصف الاخر , قد يكون عالم العشاق كبير , واسع و مخيف و لكننا كلنا عابري سبيل لابد ان نمر به , لابد ان يكون هو طريقنا للتواجد و التكامل.
اما عن داء العشق فاعراضه مثل اي داء و لكن هذا الداء تمتاز اعراضه بالجمال , فانشغال البال بك و عدم مقدرته عن الاقلاع عنك جمال , و معرفة الكثير من الرجال ولا يوجد منهم من يغزو قلبي و يتربع علي عرشه الا انت فهذا ايضا جمال , و الاحلام التي بدات تفترسني مذ ان بدأت احبك جمال و القلب الذي يخفق كلما رأيتك او حدثتك و الابتسامة البلهاء التي اخذت ترافقني كلما تعبر ذكراك الجميلة ببالي جمال ,اتعلم اني المرأة الوحيدة التي احبت ان تتقدم في العمر برفقتك حتي النهاية وهي تنظر في مرآتها و انت بجانبها تكبرا سويا ؟ اتعلم اني بدأت مؤخرا ان احب الحب لاجلك ؟ اتعلم اني عشقت داء العشق في عشقك ؟
صحيح انه قد تعاندنا أقدارنا و قد تمحو أثار خطواتنا التي سوف ترشدنا للعودة حتي نضل الطريق اما عن هدفها من ذلك فلا أعلم أتهوي عذابنا ام اننا لا نسطيع ان نطوعها حتي تسير كما نهوي ام نحن من نهوي عذاب انفسنا و ندعي انه كما تشاء الاقدار؟ في كلا الاحوال تتمزق ارواحنا بداخلنا سعياً وراء طمع قلوبنا.
 

مثل الاشجار في الرياح يحدث لعقولنا من الهوي , محاولاً ان يقنعها ان تنتظر ما لا يوجد جدوي من انتظاره حتي تشتد الرياح و تشتد قوتها فتقلع الاشجار من جذورها و تهوي بها و لكن لمتي ؟ هل سيمر العمر و ذكراك هي الشيء الوحيد الذي يحييّ بداخلي فأكرهك تارة و أحبك اخري و لا أعلم مفر من هواك الذي قيدني , قيد فكري قبل قلبي و حبي حتي اصبحت انت نعمتي و همي , حزني و فرحي , صمتي لأنشغالي بك و حديثي لا يخلو منك.
بداخلي صراع اجهل لاي جانب سوف يحتدم و تهدأ النيران التي تشتعل و تزداد بداخلي و لكن لا بأس فانا اعتدت علي هذا الحال حتي كوني اتوقع انك معي اصبح هو الامر الغريب عني.
الوقت مر و حُكِمَ علي قلبي بالنسيان و لكنه يعصي و يتمرد حتي اذابه التعب و الارهاق فاستجاب لحكم النفس. "
                                                                                                             
                                                                                                                و في النهاية تحياتي...

الاثنين، 2 يناير 2017

"ذاكرة تبكي و تنعي احوالها.."

اما عن تلك الغيوم التي قد تشوب سطوع شمس عظيمة لا تؤثر بها إلا لوقت قليل , اما عن يوم الأناس العاديين مثلنا قد تعكر صفو يوماً كاملاً ، أقترب موعد الرحيل ؟ أحان وقت النسيان؟ لأول مرة أعلم أن ذاكرتي تستطيع أن تخذلني مع جهلي لكل الأسباب التي أودت بها الي خسارة تلك المعركة.
و لكن ماذا يقترفه الأنسان حتي يُعاقَب بصراع مع النسيان ؟و يجني علي ذاكرته بشيب يتناولها شيءً فشيءً ، كلما تتخذ القرار و تبدأ بحزم لا تجد نفسك سوي عائداً الي نقطة البدأ محققاً صفر من أي شيء . أنضحك علي عقولنا بالنسيان أم هي تتلاعب بنا و تقلبنا بين يديها كما تشاء؟ 

لا أعلم متي يزدهر ربيع عقلي فأراي أشياء تُغنِي عن القديم و لكن لا أخشي إلا منه عندما يصادف الجديد يصفع قلبي في التذكر بالقديم حتي اصبحت طبع تطبع به عبر السنين.
 يكاد يكون المفر مفقود و لكنه موجود لا أتمني شيء الا بعض القسوة حتي أتغلب علي ذلك الصراع مُخلِفة كل ما قد يشوب ذاكرتي ، لا اريدها سوي بيضاء لا تعلم و لا تتذكر تلك التفاصيل التي تُشغِلها ، لا أُريدها تبكي و تنعي أحوالها.

الجمعة، 22 مايو 2015

ثم مين الصح؟

لـ”يوتوبيا” تلك الشمعة التي اشتعلت بعقل الفيلسوف افلاطون قديماً و صارت غاية الشعوب حديثاً بكونها مسيطرة علي عقولهم فهل لها دور الدفعة الاولي بهم للامام حتي تلحق بلادهم بتلك المدينة الخيالية ؟ او فقط يتحققُ جزءٌ منها علي أرض الواقعِ ليكن وجه التشابه الأفكار علي الأقل و الرضاء بالقليل ؟ حيث لا يمكن وجود كل صفات المدينة الخالية من الأخطاء علي أرض الواقع فملجأها عقولنا فقط!

في الحقيقة ليس عقولنا فقط بل الكتب أيضا و في كثير من الأحيان تكون هذه الكتب هي الكتب التعليمية مصدر العقول الشاردة تفكيراً في وطن بلا خطأ و لكن يا حسرتاه علي وطن الأوراق الجميل!

التناقض مع الواقع هو أهم سمه تميز الكتب لمجرد مبدأ ” هذا ما يجب أن يكون و ليس ما هو قائم” . جملة روتينية و لكن حين سماعها وجدت أفكاري تساورني إذا كان هذا ما يجب أن يكون المدينة الفاضلة القائمة بخيالي ؟ فقط كل مقصدي من تلك الأفكار هو تحقيق جزء منها علي أرض الواقع ؟ و لكن أعود لاسأل نفسي هل لم يدرس الرؤساء المستبدون هذه الكتب ؟ هل راوغ هذا الفكر يوما عقولهم كما فعل بعقلي ؟ أم أن حقاً هم لا يأخدون في إعتبارهم بالكتب لثقتهم أنها مجرد حروف مبعثرة لا أثر لها في وجدانهم ؟ أم أن حقا يوتوبيا مستحيلة ؟ أم أنهم قد جهلوا بمعرفة ما يشغل الشعوب ؟

أريد فقط إجابة حتى تهدأ الحرب و الصراعات الناشبة بين عقلي و خياله و الواقع و مراره , التفكير في الامور التي يصعب الوصول لحلول وسطي فيها مثل هذا الامر مرهق . أما علي الصعيد الأخر هل التفكير و القراءة و الإكتفاء بهما يمكن أن يصنع حلاً ؟ أم متي تتجسد الكتب في هيئة مدينة فاضلة أو جزء من تلك المدينة ؟

في الحقيقة واقعنا قبيح لما ينتشر فيه من سلوكيات خاطئة تودي بنا جمعياً و يوتوبيا أيضا خيال زائد و لكننا لسنا بطامعين لتحقيق يوتوبيا بالكامل , أما عن الطالب الذي يقارن بين كتبه و واقعه فلا يجد مجال للمقارنة سوي رد أحياناً تطرب له اذنه “دا كتاب الوزارة و اللي بيقوله يبقي صح” .